17:59, 22 أبريل, 2019
يريفان في 22 أبريل/أرمنبريس: نُشرت الترجمة الأرمنية للكتاب الذي ألفه المؤرخ التركي والخبير في دراسات الإبادة الجماعية تانر أكجام “أوامر القتل: برقية طلعت باشا والإبادة الجماعية الأرمنية” ويقدم الكتاب برقيات فريدة من نوعها تدحض الأطروحة الرئيسية للإنكار التركي ويؤكد المؤلف أن دراسة ونشر الوثائق يمثلان أكبر ضربة للانكار التركي، وقد تم تقديم الكتاب في 22 أبريل في مركز الجمعية الخيرية العمومية الأرمنية- AGBU وتم نشره الكتاب من قبل دار الطباعة نيوماغ.
“في الأوساط العلمية كانت النظرية القائلة بأن برقية طلعت باشا هي وثائق غير مؤكدة بشكل أساسي ولم يشرع الكثيرون في التحقق من التاريخ مرة أخرى ومعرفة الحقيقة من خلال البرقيات” قال المترجم أندرانيك إسرائيليان وأضاف: “إن تانير أكجام قام بهذا العمل”، مضيفاً أنه معجب بالمهارات المهنية للكاتب، وقد درس أكجام حتى أنواع الورق المستخدمة آنذاك وأنواع الترميز وقال إنه تحقق مما إذا كان الأشخاص المذكورون في البرقية موجودين بالفعل أم لا .
وقال محرر كتاب أرمين سركيسيان إن الكتاب يؤكد أن الإبادة الجماعية الأرمنية بدأت تُنكر من الثواني الأولى للتنفيذ.
“لماذا قررت أن أكتب هذا الكتاب؟ كل شيء بسيط جداً. في عام 2015 سُمح لي برؤية أرشيف كريكور كركريان الخاص. لقد وجدت أن هناك وثائق قررت أن تنشر على الفور” قال تانير أكجام في رسالة بالفيديو وأضاف إن الجزء الأصعب هنا هو تشفير الترميز العثماني والبرقيات المصنفة وأضاف أن الأمر استغرق الكثير من الوقت لفهم منطق الترميز.
ولاحظ مؤلف الكتاب أنه يعمل حالياً على فهم دور جمال باشا في تنظيم الإبادة الجماعية الأرمنية: “من المعروف أنه في اسطنبول كان من بين قادة الأتراك الشباب، هناك شائعات بأنه من حاول إنقاذ الأرمن. الآن أحاول فهم دوره الحقيقي في سنوات الإبادة الجماعية الأرمنية.
الأطروحة الرئيسية المتمثلة في إنكار تركيا للإبادة الجماعية للأرمن هي أنه لم يكن هناك أمر باستثناء أمر الترحيل وبالتالي مات الأرمن، لكنهم لم يقتلوا. في هذه الأثناء كان وزير الداخلية التركي آنذاك طلعت باشا مسؤولاً شخصياً عن ترحيل وقتل الأرمن ويرسل البرقيات إلى المسؤولين الأتراك، بما في ذلك إلى نعيم بك الذي يعمل في حلب. آرام أندونيان أحد الناجين من الإبادة الجماعية الأرمنية الذي مر عبر دير الزور، تعرف على نعيم بك. من خلال رشوة المسؤول التركي حصل على الوثائق التاريخية، برقيات طلعت حيث أمر بقتل الأرمن. وأخذ آرام أندونيان من سوريا أكثر من 70 وثيقة إلى باريس ونشر كتاباً هناك في عام 1921. وقدم أندونيان جميع الوثائق لمكتبة نوبار في باريس. في وقت لاحق تختفي الوثائق من المكتبة، لكن لحسن الحظ قام القس الكاثوليكي الأرمني كريكور كيركيريان بنسخها ونقلها معه إلى الولايات المتحدة الأمريكية في الخمسينيات. لا أحد كان قد فحص هذا الأرشيف الفريد وفي عام 2015 اتصل تانير أكجام بورثة كيركيريان ووصلت إلى تلك المحفوظات.
Save
مشاركة